الثلاثاء، 10 فبراير 2015

أصحاب الغبطة والسماحة، لسنا الله لنغفر لكم ضياع الوطن وأنتم أصحاب الغبطة والسم...

‫أصحاب الغبطة والسماحة، لسنا الله لنغفر لكم ضياع الوطن



وأنتم أصحاب الغبطة والسماحة، أيها الأتيقاء خلفاء الرب، وورثة الأنبياء بالحق. قولوا كلمتكم. فجبروت طغاة الطائفية يشل منظومة قيمنا الوطنية، نحن ما سمعنا منكم أصحاب الغبطة والسماحة إلا ما يخدم مجد لبنان. ولكنكم عن شؤوننا وشجوننا ساهون.



إن ما نعانيه في الجامعة الوطنية ليندى له الجبين. إن ما يحدث في الجامعة لا يخضع لشريعة ولا لقانون. إن شلة من التجار تستأثر بالغالي والنفيس، وتدوس هامات أهل العلم دون رفة عين. إنكم الأعلم بشرعة الرب، كما نحن بقانون الستين، الساري في جامعتنا الوطنية.



إني استحلفكم بمدبر الكون العظيم أن تنهضوا لنصرة الحق، واسترجاع الحقوق. ذلك أن ملف تعيين المدراء كما ملف التفرغ السابق يتعارض بشكل صريح وأكيد مع الفقرة "ج" من مقدمة الدستور التي تنص على احترام الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل. ويتعارض أيضاً مع نص المادة "12" من الدستور، التي أعطت الحق لكل لبناني تولي الوظائف العامة دون ميزة لأحد على الآخر إلا من حيث الإستحقاق والجدارة. يستثنى مما تقدم "عرفاً" وظائف الفئة الأولى.



وينص الدستور أيضاً في مادته السابعة أن كل اللبنانيين سواسية لدى القانون، وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية، ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرقٍ بينهم.. بيد أننا نحن من لم نستزلم لتجار الدين وملوك الطائفية نتحمل فقط الفرائض والواجبات.



أستشف استحواذي غضبكم لو قلت، هل لي من خيار آخر إلا التزنر بحزام ناسف.. أيحق لكم سجني ولا يحق لي التفرغ، وهناك من تفرغ بغير معادلات ولا شهادات. وتسألون بعد لمَ يستشري الإرهاب. صمتكم وأهل السياسة هو من أوصلنا لهذا الواقع الأليم.



إنني إذ أمقت العنف، ولا أغفر للإرهاب مذهبا. أستصرخ ضمائركم العلية أن اخرجوا الجامعة الوطنية من هذا الأتون. النار تحدق بنا ولن ترحمكم بعد حين. سنون العمر تمضي لمستقر لها، والموت آتٍ حكماً، فهلا انتبهتم أصحاب الغبطة والسماحة.



تنبهوا وانتبهوا، أن علي وعمر ومعروف والياس، هم أولادكم أيضاً، وأن من تاه من خراف ربما تكونون أنتم سببه.. وما أكثر الذين يضلون.



أصحاب الغبطة والسماحة. لا يأخذنكم أهل السياسة بغيهم. إنهم أنكى من داهية حواء في أسطورة فردوسنا المفقود. تعففوا عن تفاحة أهل السياسة، فلسنا الله لنغفر لكم ضياع الوطن.







الدكتورة نور عبيد



كلية الآداب- الفرع الرابع.‬

by Tripoli24 - طرابلس24 via ‎Tripoli24 - طرابلس24‎'s Facebook Wall