الدولة تعود الى التبانة بعد طول غياب
السفير - غسان ريفي
تتّجه منطقة باب التبانة في طرابلس إلى مزيد من الاستقرار في كنف الجيش اللبناني، لاسيّما مع بدء «الهيئة العليا للإغاثة» بتوزيع شيكات الدفعة الأولى على المتضررين من الأحداث الأخيرة في التبانة وجبل محسن. هذا الأمر أعطى الأهالي جرعة أمل إضافية بامكانية أن تطوى صفحات جولات العنف الى غير رجعة.
وفي الوقت الذي انشغل فيه أبناء التبانة وجبل محسن أمس بقبض الدفعة الأولى من التعويضات، استمر الجيش في استكمال مهماته الأمنية بحثاً عن المطلوبين وعن مخازن الأسلحة، وهو يركز وجوده في 35 نقطة عسكرية بعدما دخل الى عمق المنطقة.
ويأتي ذلك في ظل المعلومات التي تشير إلى أن المطلوب أسامة منصور ما يزال داخل التبانة، لكنه يتوارى عن الأنظار وينتقل من شقة الى أخرى. وقد قامت قوة من الجيش بمداهمة منزل شقيق منصور لكنها لم تعثر عليه.
وتشير مصادر عسكرية لـ«السفير» الى أن ظاهرة شادي المولوي وأسامة منصور ومعهما الشيخ خالد حبلص في المنية قد انتهت إلى غير رجعة. وترى أنه بعدما تم كشف مخططاتهم الإرهابية والضرر الذي تسببوا به للتبانة والمنية ومحيطهما، وبعد قيام «جبهة النصرة» و«داعش» باستهداف العسكرييــن، لم يعد هؤلاء مقبولين من المواطنــين، ولن يستطيع أحد أن يحتضــنهم أو يؤمن لهم أي مأوى، لافــــتة الانتــباه الى أنهم سيقعون في قبضة الجيش عاجلا أم آجلا، في أي مكان كانوا.
في غضون ذلك، يستمر الجيش في تقديم مساعداته الاجتماعية، فقام بتوزيع نحو 200 حصة غذائية على العائلات الأكثر فقرا في التبانة. ومن المفترض أن يقوم بتوزيع 2300 جاكيت لطلاب المدارس في التبانة وجبل محسن، وهي مقدمة من مكتب التعاون العسكري الأميركي.
وأفادت معلومات أن الجيش سوف يركز على تطويع أكبر عدد ممكن من أبناء التبانة وجبل محسن ومحيطهما في صفوفه بعدما فتحت القيادة باب التطوع، بما يساهم في تعزيز العلاقات بينه وبين مختلف العائلات التي سيدخل أبناؤها الى الحياة العسكرية.
قنبلتان
من جهة ثانية، عُثر، صباح أمس، في حي الاميركان في جبل محسن على قنبلة هجومية واخرى مصنعة محليا زنة 500 غرام، غير معدتين للتفجير، وقد حضر الخبير العسكري وعمل على نقلهما، وضربت وحدات من الجيش طوقا في المكان. ورجحت مصادر ان تكون القنبلتان من مخلفات الاحداث الاخيرة بين التبانة والجبل.
دفع التعويضات
أما بشأن «الهيئة العليا للإغاثة»، فقد بدأت بتسليم الشيكات للمتضررين من جولات العنف بطرابلس. وتجمع المواطنون، أمس، أمام المركزين اللذين خصصا لتوزيع شيكات الدفعة الأولى في ملعب رشيد كرامي البلدي ومدرسة أبو فراس الحمداني، والتي شملت 680 اسماً. وذلك وسط اجواء من الارتياح لتراجع «الهيئة» عن بعض المسائل الادارية التي كان يعتبرها المتضررون عائقا، فضلا عن كون التعويضات جاءت عادلة بحسب رئيس «لجنة المتضررين» الشيخ وليد طبوش.
وأشرف رئيس «الهيئة» اللواء محمد الخير على توزيع الشيكات حسب الاحرف الابجدية.
من جهتها، أعربت «لجنة المتابعة لحقوق أصحاب المحال الصناعية والتجارية والحرفية في التبانة»، بعد اجتماع لها في مكتب رئيس اللجنة محمد كردوفاكي، عن ارتياحها لبدء دفع الشيكات.
by Tripoli24 - طرابلس24 via Tripoli24 - طرابلس24's Facebook Wall
